Monthly Archives: جويلية 2009

علم النوم

science_of_sleep_ver2

فيلم جميل يتحدث عن قصة شاب طموح يسعى إلى تحقيق كل أحلامه ولكن يصطدم بالواقع الذي لايؤمن بما يحمله من أفكار مبدعة و مجنونة فيلجأ إلى عالمه الخاص الذي يتحرر فيه من كل قيود الواقع وهو عالم أحلام اليقظة الذي يحقق به كل مايريده من مشاريع لحياته .
يقع هذا الشاب بحب فتاة ويتصادم مع الواقع مرة أخرى فيعيش قصة حب في خياله وبعالمه الخاص
ونرى في الفيلم هذا العالم الخاص المليئ بالأمور اللامنطقية و الخروج عن القواعد والمليء أيضا بالألوان والفرح والحياة والمتعة والحب
الفيلم غريب و يخرج من نمطية المعالجة التي نعرفها فهو يعتمد الخيال الذي يتيح لنا أن نحقق ما لانستطيع تحقيقه في الواقع وهو ملكة يمكن لكل إنسان أن يستمثرها
وعلى الرغم من التصادم مع الواقع يمكن أن يعيش الإنسان مايريده بعالمه الخاص الذي قد يكون لامنطقي وعبثي

the_science_of_sleep

الفيلم يدور في باريس ولكن لايمكن إعتباره فيلم فرنسي فهو لا ينتمي إلى أي مدرسة فهو خط مستقل بذاته و خروج عن كل القواعد وترك الخيال يسرح ليدخلنا بعالم خاص غريب


الحب في مجتمع الكبت

373622275_ff73c7b37d

تراه مختبأ ورء الشبابيك بين أوراق الدفاتر وفي رسائل الموبايل
يكون معك في كل مكان رافضا ً أن يتركك
يجلس في ظلمة الليل وحيدا ينتظر أن يفصح عن ذاته
يطلب الوقوف بين الناس و الظهور لأنه سيموت إذا بقي مختبأ بين الكلمات
يرى نفسه في كل الأغاني والمسلسلات والأفلام ولكن لا يجد له مكان في الواقع
ففي مجتمع يقدس الحب ويحقره في مجتمع التناقضات مشكلتنا أن ثقافة الحب غير موجودة والعلاقة بين الجنسين قائمة على الخوف والجهل

 فالشاب يعتبر الفتاة لا تفهمه وأنه الرومانسي الذي لا يجد من يستوعبه
أما الفتاة فهي تعتبر الشاب مندفع و متهور في عواطفه لايعرف ماتريد المرأة ولا كيف يصل إلى قلبها و هي تخاف منه لأنها تربت على أن الرجال هم هؤلاء الوحوش الذين ينتظرون الفرصة لينهشوها
وأنا أتفهم الجميع لأنها ثقافة مجتمع ولن يستطيع شخص أن يغير ما زرع برؤسنا من مئات السنين و ماتعلمنا من علمائنا بأن الحب هو بداية الخطأ بل هو الخطأ لأن النهاية مجهولة
وفي مجتمع بعتبر الحب خطيئة ومع ذلك يقدس قصص قيس وليلى وعنتر وعبلة ولا يتقبل أن يعيشها لأنه يخاف منها

قصة صغيرة أتذكرها ولا يمكن أن انساها عندما كنت في الصف العاشر أبحث عن كل شيء عن العلم الحرية الحب كأي إنسان في بداية حياته كنت أريد أن أقرأ عن الحب بكل بساطة
وكان الموضوع الحب في الإسلام و كان الطريق الوحيد لمعرفة ذلك هو أحد اساتذتي في ذلك الوقت وسؤاله عن
رأي الإسلام بالحب وفعلاً كان جوابه خذ هذا الكتاب وأقرأه ستعلم ما هو الحب في الإسلام
أمسكت الكتاب رأيت عنوانه “الزواج في الإسلام ” هو يتحدث عن الزواج وطقوسه في الإسلام
والحميمية الموجودة في البيت الإسلامي وكله بعد الزواج لم أستطع قراءة الكتاب لأن فيه الكثير من
الأمور التي لم أفهمها بوقتها عن ممارسات معينة ولم أجد فيه الحب الذي أبحث عنه في ذلك الوقت
الحب الهادئ الرومانسي الذي يعطي الروح الطمأنينة والسكون
ولم أؤمن للحظة بأن الجنس هو الحب على الرغم من أهمية الجنس ومتعته لايمكن أن ننسف أجمل ماخلقنا الله من
أجله وهو الحب

في النهاية هل يمكننا أن نعيش الحب ؟ هل نستطيع أن نفصح عنه أم نتركه يموت في قلوبنا لأن ليس له مكان
مع كل الضجيج الموجود ؟

أنا أحبك…..كلمة لن أٌقولها لأن الحب هنا أصبح رخيصا ًُ كما في كل الأغاني والمسلسلات فأنا
لا أريد أن أحب كما تريد أليسا ولا وائل ولا سارية أريد حبي الذي أرسمه بيدي وقلبي وعقلي

انا أحبك …..كلمة لن أقولها لأنها ستصلك و لأن الحالة أكبر من الكلام
وتجاهليها ككل مرة ولا تحزني لأن الذي يحب لا يكره ولن يعني لي ذلك شيئا ً لأن الحب كيمياء وتفاعل
لايمكن لأحد أن يوقفه إلا الزمن والنسيان


الفراشة والغواصة

diving-bell
الفيلم الذي سنتحدث عنه هو فيلم فرنسي هادئ
و فكرة الفيلم تدور حول شخص ناجح ومشهور تغير مجرى حياته فجأة عندما أصيب بجلطة دماغية حولته إلى إنسان عاجز و مشلول بشكل كامل
أي انتقل من كونه فراشة خفيفة تستطيع التنقل بسهولة إلى غواصة ثقيلة
و تحول من إنسان يستطيع القيام بكل شيء إلى إنسان وحيد يحتاج المساعدة بكل شيء
ولكن بقيت إحدى عينيه قادرة على الحركة و هي الشيء الوحيد الذي سمح له بالتواصل مع الناس

الفيلم مليء بالمشاعر الإنسانية الراقية التي تجعلنا نشعر بقيمة اللحظة و معنى الحياة
هذا الإنسان رفض الاستسلام و اليأس وقرر أن يصنع بعينه مالم يستطع أن يفعله عندما كان بصحته كاملة
قرر أن يكتب قصة حياته و ذلك باستخدام عينه معتمدا على لوح الأحرف الأبجدية الأكثر إحتمالا ً
فكرة أعجبتني ولم أفكر بها من قبل

DivingBell
المميز بالفيلم الموسيقى التصويرية فهي أكثر من رائعة
وكل من شاهد الفيلم شعر في البداية بحزن وكآبة ولكن بعد ذلك تحول إلى أمل لأننا على صحتنا وبإمكاننا أن نعيش


حلب…مدينة التناقضات

aleppo%20pistachio%20ashoury

عندما تقف أمام قلعتها تلحظ عظمة تاريخها و تنظر منها لترى المدينة المليئة بالأمل والحياة قسوة حجارتها جعلتها أقوى من الذاكرة تمشي في أسواقها القديمة لتشم رائحة الماضي فطريق الحرير مر من هنا وترى الأديان كل الأديان قد سكنت في حاراتها وكرهت تركها في مدينة حلب سر كبير فهي تجمع القسوة بالرومانسية فالجوامع والكنائس والخانات و الأكل والطرب والحب الخائف والكبت الإجتماعي كلها مميزات مدينة حلب أما المجتمع الحلبي فهو برأي أكثر مجتمعات العالم كبتاً فالكل هنا متهم على أصغر خطية يرتكبها والسبب ليس الدين بل العادات الإجتماعية الموروثة فالرجل الذي يرتدي الجينز يتهم بالتصابي والشاب الذي يطول شعره بالتشبه بالنساء “علما ً أن الرسول وكل العرب القدماء كان لهم شعر طويل ” و الفتاة الغير محجبة مباشرة متهمة و قد تكون أهم المواضيع المطروقة في الشارع حتى قبل مشاكل فلسطين وأكثر من ذلك الفتاة المحجبة قد تكون متهمة أيضا ً لأنها تضع بعض المكياج والإمرأة المطلقة يجعلها المجتمع دائما في دائرة الإتهام والكثير….. الكثيير من القصص حتى إعتبرت في لحظة ان حلب مدينة تكره الفرح و تقتل الحب وتذيب المتميز وتصهره فيها وعلى رغم من كل ذلك نجد حلب مدينة يجتمع أهلها في الشوارع وعلى الأرصفة ليعيشوا قمة اصطيافهم متخطين كل حواجز الدين والطقوس النساءو الرجال الأطفال والمراهقين الأكل الموسيقى والضحك و قد يكون الحب كلهم موجودن هنا على الأرصفة وفي الشوارع لا أجد مبرر لها إلا أنهم يحبون الحياة والفرح ولكن بإسلوبهم الخاص فعلاً إن حلب مدينة التناقضات


باريس ….أنا أحبك

Paris__Je_t__aime__by_C_Hass

عندما نذكر باريس فنحن نتحدث عن الحب والرومانسية و المتعة.

الفيلم الذي سأتحدث عنه هو فيلم تخطى ذلك إلى رسم باريس بطريقة أكثر من رائعة حيث اعتمد على مبدأ الأفلام القصيرة واشترك في إخراجه عشرين مخرج كل منهم عبر عن حبه وعشقه لهذه المدينة.

ومن المميز أن ثلاثة من المخرجين فرنسيين و الباقي من أوروبا.

تناول الفيلم عدد من قصص الحب المنفصلة كل واحدة منها تجري في حي من أحياء باريس والجميل ان كل من شاهد الفيلم وجد ان  أحد قصص الحب تطابق تجربة عاشها وهذه أحد نقاط القوة بالفيلم.

لن أتتحدث عن الفيلم بالتفصيل لأنه أكبر من أن يلخص بعدة أسطر فهو ثورة في عالم السينما الأوروبية وشكل من أشكال الوحدة الأوروبية .

و من الأمور المهمة أنه قد نجد في الفليم ان باريس لا يوجد فيها الحب فقط وإنما أيضا العنف و الدم والتمييز العرقي لأن الفيلم صورة حقيقة لمدينة الحب وليس تقديمها كمدينة الخيال العاطفي والرومانسية المثالية كما أن التنوع بقصص الحب التي قدمها الفيلم كانت جميلة فهو تناول جميع أنواع الحب التي تخطر على بال المشاهد فالحب كان متواجد بالفيلم بكل أشكاله