الفايس بووك وطننا البديل ….. فحافظوا عليه

Featured image

ضاعت البلد ….. ضاعت الذكريات ….. ضاعت الطاسة

هذا الملاك الأزرق خلاصة الفكر الاجتماعي الحديث  حسن يجمع السوريين من جديد  و يصبح المتنفس الوحيد لكل سوري قاعد متل القرد يلي قاتله صاحبه ليحاول يوصل أخباره لرفقاته و لمجتمعه المبعثر في أصقاع الأرض فبتشوفوا هالنسوان عم بطبخوا و بيشلفوا على الفايس بووك و هالشباب كل ما شفله شي شغلة جديدة و انصدم حضارياً بشي سلخها صورة و ونزلها على الفايس بووك.

في هذا البحر الأزرق هناك  مجموعات كبيرة لتبادل الأفكار و الحوارات الفكرية و الدينية و السياسية والفنية   كأننا في  نوادي ثقافية مليئة بالحياة و الحرية و الثقافة بينما في مجموعات آخرى نجد تناقل الأخبار و حركة لا تهدأ لنقل أخبار المي و الكهربا و الأسعار و طرق التهريب لأوروبا و آلاف الأحاديث المشتركة بين السوريين المنكوبين.

إدمان السوريين على الفايس بووك أمر متوقع  لأننا بأمس الحاجة للحفاظ على هذا الخيط الرفيع الذي يجمعنا و مهما كانت الوسيلة علينا أن نتمسك بعلاقاتنا و بصداقاتنا و بمتعة المشاركة معهم .

بكل بساطة الفايس بووك اليوم هو وطننا البديل و عم نبني ذكريتنا فيه من أول و جديد و كل يوم عم نتعرف على ناس جديدة  ……. فحافظوا عليه  .


الحرائق

Featured image

بعد انقطاع طويل عن مشاهدة الأفلام لأسباب ترتبط بشكل مباشر  بما يحيط بنا اليوم من أحداث و مآسي  تفوق كل ما يمكن أن نتخيله من دراما و تراجيديا  كان لابد من العودة لهوايتي الأقدم لهوايتي التي أهرب فيها من فظاعة الواقع لأعيش لحظات مع سحر الفن و الإبداع .

الفيلم الذي سأتحدث عنه اليوم هو فيلم الحرائق و هو فيلم فرنسي يتحدث عن أساس المشكلة في الشرق واستطاع  المخرج بأدوات وانتاج  بسيط أن يلخص مشكلة عمرها مئات السنين في الشرق و أن يجسدها بذكاء منقطع النظير بقصة قصيرة تجعل من المتابع مصدوم في النهاية و على الرغم من أن تاريخ انتاج الفيلم كان قبل انطلاق الربيع العربي لكن الكاتب توقع أن المجتمع العربي المشرقي مجتمع قادم على انفجار لا مهرب منه لأن الشعلة الأولى للحريق بدأت منذ لحظة محاربة الحب في تلك القرية الصغيرة التي ترمز في الفيلم للبلاد العربية.

لن أطيل الشرح عن الفيلم لأنني لا أريد للمتابع أن يخسر متعة المشاهدة ولكن أريد أن ألخص فكرة الفيلم  بأن الحرائق  عندما تشب في مجتمع فإن الجميع سيكون ضحية و أن الانتصار وهم و خرافة يعيشها الإنسان في لحظات من النشوة الكاذبة  لأن في النهاية  حلقة الظلم ستتصل إليه و ستحرقه كما أحرقت غيره .


قناعات برهومية


بعد تواصلي مع اصدقائي من كل الطوائف و الأديان و الحديث المطول بأمور الدين بأدق التفاصيل و بعد تحليلي و قراءتي طويلة وصلت لقناعات …….
– كل شخص يعتبر نفسه الأصح و يشعر بالتفوق وأنه يمثل ظل الله في الأرض علماُ أنه لم يختر دينه أو طائفته لأنها انتقلت إليه بالوراثة .
– كل شخص يعتبر طائفته هي الأقرب إلى الله على الرغم من أن كل دين أو طائفة أخطأ في التاريخ لدرجة تلطخت يداه بالدم بقصد أو غير قصد و الكل بدون استثناء .
– التطرف ليس حكرا على دين أو طائفة .
– كلما زاد الإنسان بالتفكر كلما وجد نقاط اشتراك أكبر و تمكن من الخروج من قوقعته و الزوايا الطائفية النتنة المليئة بالدم و القتل و انطلق في افق التسامح والمحبة و الاستيعاب .
– كلما كان الإنسان تعامله مع الدين متشنج و يعتمد على الأخذ به بدون تفكر أكثر كلما وجد صعوبة في تقبل الأخر أكثر وخلق حواجز بينه وبين الأخر .
– الجهل و الحواجز التي تشكلت بالتراكمات التاريخية و احاديث الشارع البعيدة عن المنطق بالإضافة إلى التمسك بالتدين المعلب و الموجه من قبل الإعلام هو السبب الأساسي لصدام الطوائف و الأديان.
– التعامل مع الله على أنه شخص بإسلوب يجعلنا ننسى أنه الذي خلق الناس و هو رب الرحمة والمغفرة و المحبة و أنه يعلم أن التعدد و الإختلاف و التباين سيأتي مع السياق التاريخي وشيء طبيعي نتيجة تعدد الأنبياء و الأحداث التي حصلت في صدر الإسلام و ما بعد.
-غياب الحوار و الثقافة المستندة على سماع الأخر و احترام طقوسه و ارائه و الإعتماد على الإشاعات السخيفة ضد الأديان والطوائف التي يتداولها الجاهلين و الطوابير الخامسة في المجتمع هو سبب في خلق هذا الحاجز الوهمي و توطيده بالشحن الطائفي في الإعلام أو المستفيدين من هذا الصراع كما أن بعض الأنظمة السياسية و القوى المعادية للتطور في هذه المنطقة تعمل على تجييش الشعوب طائفيا لإشغالها عن البحث عن تاريخها و ذاتها .
– الحل هو الحوار والثقافة و قراءة التاريخ بدون تشنج و محاولة لإيجاد النقاط المشتركة لأن الصدام ليس الحل و لن يغير من الوضع و الإبتعاد عن التوتر فالله رب للجميع و ليس حكر علينا


أسئلة حلبية


من خلال تواصلي مع أبناء جيلي في حلب وجدت من الضروري أن أكتب هذه المدونة و إن كانت مختصرة فالشباب والبنات ضحية البنية الإجتماعية و الخطاب الديني و لا يوجد شاب أو فتاة في حلب إلا و يعاني من تجربة عاطفية لا يمكن أن نقول عنها فاشلة لأنها لم ترى النور بالأصل
ما السبب في ذلك ؟؟؟ ما الحاجز الذي بنيناه حول الشباب ؟؟؟
من خلق هذا الجدار الإسمنتي بين الجنسين و لماذا جعلنا هذا الموضوع هو الهاجس الأكبر في حياة الشباب ؟
من يتحمل مسؤولية هذه العقد و لماذا نكبل شبابنا و بناتنا بهذا الفكر و من المستفيد؟
إلى متى سنعتبر أن المصافحة بداية الزنا و أن النساء ستدخلنا جهنم ؟

لماذا الشاب الحلبي يحب أن يختلط بالبنات في الجامعة و الحياة و عندما يقرر الزواج تخطب له أمه فتاة يربيها على يده ماهذا الفكر و ما الغاية منه ؟ لماذا الشاب لا يختار زوجته ؟
لماذا نعيش هذا الإنفصام في الشخصية بين الصديق و الزوج ؟
إلى متى ستبقى بناتنا المهندسات والدكتورات و المتعلمات يعرضن أمام الأمهات كسلع للبيع و المعايير هو الطول والعرض والمدخل و المال ؟ لماذا نضع وردات المجتمع و أمهات المستقبل بهذه المواقف السخيفة ؟
لماذا تموت قصص الحب التي صارعت المستحيل لترى النور عند عتبات المجتمع بمادياته و رأي النانة و العمة و الخالة ؟

لماذا الحب لا يرى النور في حلب ? هل البنات الحلبيات لا يعرفن الحب أو أنهن يخافن من ردة فعل الشباب و يفضلن أن يموت الحب في قلوبهن على أن يحترق في عقلية الشاب الشرقي ؟ أم أن الشباب لا يعرفون الحب و يتعاملون مع الفتاة على أنها أداة ووسيلة لتفريغ رغباتهم فقط و استمرار للحياة البشرية ؟
هل سيبقى مجتمعنا هكذا و كل شيء تحت الطاولة و الحب سيموت في القلوب ؟
من قال أن الحب لا ينتهي بالزواج ؟

كلمات كتبتها و أنا أرى الشباب و أنا منهم في حلب يضيعون في قصص من بديهيات الحياة ….. أبسط الحقوق أن تقول للشخص الذي تحبه إني أحبك
إلى أصدقائي و صديقاتي وكل من يقرأ هذه المدونة لا تترك في قلبك كلمة حب ولا تخجل ولا تخاف …. فالحب هو أجمل ما يعيشه الإنسان والذي يحرم الحب هو جاهل لا يعرف قيمة الحياة مهما كانت النتائج و أعلم أن الذي لا يقدر مشاعرك لا يستحقك وأعلم أنك عند تسمع دقة قلبك فأنت في المكان الصحيح و لا تجعل التفكير يأخذ وقتك ففي الحياة أمور أهم من حرق المشاعر فهناك العمل والعلم و الفكر و نحن بحاجة إلى شباب واعٍ و ليس شباب ضائع في قصص حب


الإرهابي الصغير


أنا الإرهابي
أنا الذي أضرب النساء و أستعبد الأطفال
أنا من أحمل عقدي الجنسية و أبحث في أوروبا عن حلول لها
أنا ألف ليلة وليلة و علي بابا
أنا بن لادن و القذافي و التخلف و الكبت
أنا ضحية من رسم صورتي في الغرب و شوه تاريخي و أساء لي ولكل من يأتي من بلاد العرب
أنا من أدافع كل يوم عن شرقيتي عن إسلامي عن عروبتي
مواقف عديدة تعرضت لها في هذه الفترة القصيرة في التشيك جعلتني أكتب هذه المدونة فتعلمي للغتهم و محاولتي التواصل مع مجتمعهم و التحدث معهم بمواضيع شتى جعلني أتعرف على أشخاص عاديين في المجتمع التشيكي و أن تدور بيننا أحاديث بسيطة لكن الشيء المخيف الذي تفاجئت به من خلال كل هذه الأحاديث هو أن المجتمع الأوروبي جاهل بمنطقتنا و بتاريخها و لا يعلم من تاريخ العرب إلا ألف ليلة وليلة و الجواري و شهرزاد وعلي بابا و من حاضرنا إلا الإرهاب والتخلف و الكبت و من إسلامنا إلا الحجاب و تعدد الزوجات و ضرب الرجل لزوجته و التفجيرات وأن الدم هو وسيلة التعبير .
من يتحمل سبب هذه المشكلة ….. الإعلام الغربي ونظرية المؤامرة و الصهيونية أم نحن الذين صدرنا مشاكلنا و تخلفنا إلى العالم كله و أصبحنا رمزاً للإرهاب و التخلف .